قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ (٦٤) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (٦٥) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ
____________________________________
على حد الاستهزاء ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمار بن ياسر : الحق القوم فإنهم قد انحرفوا ، فلحقهم عمار فقال لهم : ما قلتم؟ قالوا : ما قلنا شيئا إنما نقول ذلك على حد اللعب والمزاح. فنزلت هذه الآية.
(قُلِ) يا رسول الله لهؤلاء المنافقين : (اسْتَهْزِؤُا) أمر في معنى الوعيد (إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ) أي مظهر ما تحذرون ظهوره من نفاقكم وقولكم الاستهزائي.
[٦٥] (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) يا رسول الله! عن طعنهم في الدين واستهزائهم بك وبحركاتك ، وقلت لهم : لم فعلتم ذلك؟ (لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) «الخوض» هو دخول القدم في المائع ، من ماء أو طين ، ثم كثر استعماله في الدخول فيها ، يعني : على وجه اللهو دون الجد ، أي كان كلامنا مجرد لعب ولهو دون إرادة الحقيقة والجد (قُلْ) يا رسول الله لهم : (أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ) استفهام إنكاري ، أي كيف تستهزئون بالله وحججه ورسوله؟
[٦٦] قل يا رسول الله لهؤلاء المنافقين : (لا تَعْتَذِرُوا) بهذه الأعذار الواهية الكاذبة (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) الظاهري ، فإنهم بإظهارهم الإيمان دخلوا في زمرة المؤمنين ، فاستهزاؤهم هذا كان كفرا ونقضا لذلك الإيمان ، وقد اعتذر بعضهم اعتذارا صادقا فرجع عن نفاقه ودخل