حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (٣٧) قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها
____________________________________
عنهم ما كتب لهم ، بسبب كفرهم (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا) أي ملائكة الموت لتقبض أرواحهم ، بعد أن أتموا مدّتهم المكتوبة لهم (يَتَوَفَّوْنَهُمْ) أي يقبضون أرواحهم (قالُوا) أي الملائكة ، لهم : (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ)؟ أي أين ذهبت أصنامكم التي تجعلونها شريكة لله؟ وهذا الاستفهام للتوبيخ والتقريع ، وبيان أنها لم تنفعكم في دفع العذاب الآن (قالُوا) يعني الكفار : (ضَلُّوا) تلك الأصنام (عَنَّا) فقد افتقدناهم فلا يقدرون على دفع العذاب عنا (وَشَهِدُوا) أي الكفار (عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ) وأخذ بإقرارهم ليجزون بكفرهم.
[٣٩] وإذا كان يوم القيامة (قالَ) الله سبحانه لهم : (ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ) أي جماعات وطوائف من الكفار السابقين (قَدْ خَلَتْ) أي مضت وسبقتكم (مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ) وهذا نوع من عذاب آخر لأن الإنسان بحشره مع المجرمين يعذّب نفسيا ، كما يعذب جسديّا بإدخاله النار ، وهؤلاء لا صفاء بينهم ، فاجتماعهم في الدنيا على الكفر لا يسبب ارتياح بعضهم مع بعض هناك ، بل بالعكس ، ف (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ) من تلك الأمم الكافرة ، النار (لَعَنَتْ أُخْتَها) أي الأمة السابقة التي هي أختها في الكفر ، فإن النار محل