إِلى حِينٍ (٢٤) قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (٢٥) يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى
____________________________________
والملبس وغيرهما (إِلى حِينٍ) الموت أو حين البعث.
[٢٦] (قالَ) الله تعالى ثانيا : (فِيها) أي في الأرض (تَحْيَوْنَ) أي تعيشون ، أو المراد يحيى لك نسل (وَفِيها تَمُوتُونَ) جميعا (وَمِنْها) أي من الأرض (تُخْرَجُونَ) يوم القيامة للحساب والجزاء.
[٢٧] ثم خاطب الله سبحانه البشر ، بمناسبة نزع الشيطان لباس أبويهم ، وبمناسبة ما وعد من أن لهم في الأرض متاع ، بقوله : (يا بَنِي آدَمَ) والخطاب بهذا اللفظ للتذكير بجدّهم آدم عليهالسلام ـ لمناسبة الموضوع ـ (قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً) إما المراد «الإنزال» حقيقة ، بأن أنزل اللباس من الجنة ، أو «الإنزال» مجازا بنزول المطر الذي هو سبب نبات القطن وما أشبه ، ورعي الحيوانات ذات الأصواف ، أو المراد «التعظيم» لعظم المعطي ، كما يقال : «رفعت عريضتي إلى القاضي» تعظيما لمقامه وأنه أرفع منزلة من صاحب العريضة ، ومثله (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) (١) ، (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) (٢) ، (أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً* رَسُولاً) (٣) ، (يُوارِي) أي يستر (سَوْآتِكُمْ) أي عوراتكم (وَ) أنزلنا عليكم (رِيشاً) أي أثاثا مما تحتاجون إليه ، و «الريش» ما فيه الجمال ، ومنه ريش الطائر (وَلِباسُ التَّقْوى) أي الاجتناب عن معاصي الله سبحانه ، وسمي لباسا لأنه يستر الشر الكامن في نفس الإنسان ، كما يستر اللباس
__________________
(١) الزمر : ٧.
(٢) الحديد : ٢٦.
(٣) الطلاق : ١١ و ١٢.