إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
____________________________________
الصنعة وجليل الخلقة ، ودقيق الحكمة ، و «ينع» في اللغة بمعنى «النضج» وقيل : جمع «يانع» ؛ كصحب وصاحب (إِنَّ فِي ذلِكُمْ) أي فيما تقدم من الخلقة (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بالحقائق ، ويتجنبون السخافة.
[١٠١] إن الله هو خالق كل شيء وهو الإله الواحد الذي لا شريك له (وَ) لكن الكفار (جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) فقالوا بأن لله شركاء في الألوهية هم من الجن (وَ) الحال أنه سبحانه هو الذي (خَلَقَهُمْ) أي خلق الجن ، فكيف يكون المخلوق شريكا مع الخالق في الألوهية (وَخَرَقُوا) أي جعلوا ، ولا يخفى ما في التعبير بلفظ «خرقوا» من اللطافة. (لَهُ) تعالى (بَنِينَ وَبَناتٍ) فقد قال اليهود : عزير ابن الله ، وقالوا : نحن أبناء الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وجعل المشركون الملائكة بنات الله ، كما قال سبحانه : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) (١) ، (بِغَيْرِ عِلْمٍ) فإن ذلك منهم كان ظنا وتوهما (سُبْحانَهُ) منصوب بفعل محذوف ، أي : «أنزهه تنزيها له» (وَتَعالى) أي تقدس وترفع (عَمَّا يَصِفُونَ) أي الأوصاف التي يلصقونها بساحة قدسه ، من جعل الشريك والأولاد.
[١٠٢] إنه وحده هو (بَدِيعُ) أي مبدع (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وخالقهما بلا
__________________
(١) الزخرف : ٢٠.