(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (١٩)
١٨ ـ (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) أي ولا توبة للذين يذنبون ويسوّفون توبتهم إلى أن يزول حال التكليف بحضور أسباب الموت ومعاينة ملك الموت ، فإنّ توبة هؤلاء غير مقبولة لأنّها حالة اضطرار لا حالة اختيار ، وقبول التوبة ثواب ولا وعد به إلا لمختار (وَلَا الَّذِينَ) في موضع جر بالعطف على للذين يعملون السيئات ، أي ليست التوبة للذين يعملون السيئات ولا للذين (يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) (١) قال سعيد بن جبير : الآية الأولى في المؤمنين والوسطى في المنافقين والأخرى في الكافرين ، وفي بعض المصاحف بلامين ، فهو (٢) مبتدأ خبره (أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) أي هيأنا من العتيد وهو الحاضر ، أو الأصل أعددنا فقلبت الدال تاء.
كان الرجل يرث امرأة مورثه بأن يلقي عليها ثوبه فيتزوجها بلا مهر فنزل (٣) :
١٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) أي أن تأخذوهنّ على سبيل الإرث كما تحاز المواريث وهنّ كارهات لذلك ، أو مكرهات كرها بالفتح من الكراهة ، وبالضم حمزة وعلي من الإكراه ، مصدر في موضع الحال من المفعول. والتقييد بالكره لا يدلّ على الجواز عند عدمه ، لأنّ تخصيص الشيء بالذكر لا يدلّ على نفي ما عداه كما في قوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) (٤) وكان الرجل إذا تزوج امرأة ولم تكن من حاجته حبسها مع سوء العشرة لتفتدي منه بمالها وتختلع فقيل (وَلا تَعْضُلُوهُنَ) وهو منصوب عطفا على أن ترثوا ، ولا لتأكيد النفي ، أي لا يحلّ لكم أن ترثوا النساء ولا أن تعضلوهنّ ، أو مجزوم بالنهي على الاستئناف فيجوز الوقف حينئذ على كرها. والعضل : الحبس والتضييق (لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ) من المهر ، واللام متعلقة بتعضلوا (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ) هي
__________________
(١) قطّعنا الآية كما في (أ) و(ظ).
(٢) في (ظ) و(ز) وهو.
(٣) في (ظ) و(ز) فنزلت.
(٤) الإسراء ، ١٧ / ٣١.