سورة آل عمران
نزلت بالمدينة وهي مائتا آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) (٣)
١ ـ ٢ ـ (الم* اللهُ) حرّكت الميم لالتقاء الساكنين أعني سكونها وسكون لام الله ، وفتحت لخفة الفتحة ولم تكسر للياء ، وكسر الميم قبلها تحاميا عن توالي الكسرات ، وليس فتح الميم لسكونها وسكون ياء قبلها إذ لو كان كذلك لوجب فتحها في حم ، ولا يصحّ أن يقال إنّ فتح الميم هو فتحة همزة الله نقلت إلى الميم ، لأنّ تلك الهمزة همزة وصل تسقط في الدرج وتسقط معها حركتها ولو جاز نقل حركتها لجاز وإثباتها غير جائز ، وأسكن يزيد والأعشى الميم وقطعا الألف ، والباقون بوصل الألف وفتح الميم ، والله مبتدأ (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) خبره وخبر لا مضمر والتقدير لا إله في الوجود إلا هو ، وهو في موضع الرفع بدل من موضع لا ، واسمه (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) خبر مبتدأ (١) أي هو الحي ، أو بدل من هو ، والقيوم فيعول من قام ، وهو القائم بالقسط والقائم على كل نفس بما كسبت.
٣ ـ (نَزَّلَ) أي هو نزّل (عَلَيْكَ الْكِتابَ) القرآن (بِالْحَقِ) حال ، أي نزّله حقا ثابتا (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما قبله (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) هما اسمان أعجميان ، وتكلّف اشتقاقهما من الوري والنّجل ووزنهما بتفعلة وإفعيل إنّما يصحّ بعد كونهما
__________________
(١) زاد في (ز) محذوف.