والنفس تنكمش في الشرّ وتتكلف للخير (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا) تركنا أمرا من أوامرك سهوا (أَوْ أَخْطَأْنا) ودلّ هذا على جواز المؤاخذة في النسيان والخطأ خلافا للمعتزلة لإمكان التحرّز عنهما في الجملة ، ولو لا جواز المؤاخذة بهما لم يكن للسؤال معنى (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً) عبأ يأصر حامله أي يحبسه مكانه لثقله ، استعير للتكليف الشاق من نحو قتل الأنفس وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب وغير ذلك (كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) كاليهود (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) من العقوبات النازلة بمن قبلنا (وَاعْفُ عَنَّا) امح سيئاتنا (وَاغْفِرْ لَنا) واستر ذنوبنا ، وليس بتكرار ، فالأول للكبائر والثاني للصغائر (وَارْحَمْنا) بتثقيل ميزاننا مع إفلاسنا ، أو الأول من المسخ والثاني من الخسف ، والثالث من الغرق (أَنْتَ مَوْلانا) سيدنا ونحن عبيدك ، أو ناصرنا ، أو متولي أمورنا (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فمن حقّ المولى أن ينصر عبيده.
في الحديث : (من قرأ آمن الرسول إلى آخره في ليلة كفتاه) (١) وفيه (من قرأهما بعد العشاء الآخرة اجزأتاه عن قيام الليل) (٢) ويجوز أن يقال قرأت سورة البقرة ، أو قرأت البقرة لما روي عن عليّ رضي الله عنه : خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش ، وقال بعضهم يكره ذلك ، بل يقال قرأت السورة التي تذكر فيها البقرة والله أعلم.
__________________
(١) متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود.
(٢) ابن عدي من حديث ابن مسعود وفي إسناده الوليد بن عياد وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك.