١٦ ، ١٨ ـ (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨))
[القيامة : ١٦ ، ١٨]
الخطاب من الوجود اللامتعين إلى الوجود المتعين ، أي من باطن النبوة وهو النور الشريف ، إلى ظاهرها ، وهو تشخصها في صورة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولهذا كان التعليم النبوي ذاتيا باطنيا ، فلا حاجة للتشخيص لبذل الجهد في التكرار والتذكار ، فربه به أولى ، وهو الذي اتخذه صورة له ليظهر بها ، وهو المعلم والملقن والمذكر والحافظ ، وقد قال سبحانه من قبل وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
١٩ ، ٤٠ ـ (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠))
[القيامة : ١٩ ، ٤٠]
البيان التفهيم ، وكان صلىاللهعليهوسلم أكثر الناس فهما للقرآن ، وكان يصنف الآيات بعيد نزولها فيقول عندما تنزل عليه آية ، ألحقوها بأخواتها ، ويحدد الأخوات ، كما أن تعليقه صلىاللهعليهوسلم على الآيات وموضوعاتها والقصص والأخبار كان يلقي الأضواء الساطعة التي ساعدت المفسرين في ما بعد ، ويتضمن البيان أيضا ما بعث الله من مفسرين للقرآن نفسه ، جاء في مقدمة تفسير الجلالين ، التفسير في اللغة الإيضاح والتبيين ومنه قوله تعالى : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان : ٣٣] ، والتفسير في الاصطلاح : علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية ، والتأويل مرادف للتفسير في أكثر معانيه اللغوية ، قال صاحب القاموس : أول الكلام تأويلا وتأوله ، دبره ، وقدره وفسره ، وكل ما يدور من معاني التأويل يعود إلى البيان والكشف والإيضاح ، أما التأويل في اصطلاح المفسرين فيختلف معناه ، فبعضهم يرى أنه مرادف للتفسير ، وعلى هذا فالنسبة بينهما التساوي ، ويشيع هذا القول عند المتقدمين ، ومنه قول مجاهد : إن العلماء يعلمون تأويله يعني القرآن ، وقول ابن جرير في تفسيره : القول في تأويل قوله تعالى كذا ، واختلف أهل التأويل في هذه الآية ، وبعضهم يرى أن التفسير مباين للتأويل ، فالتفسير بدون قطع ، والتفسير تفسيران ، تفسير جاف لا يتجاوز حل ألفاظ وإعراب جمل وبيان ما يحتويه نظم القرآن الكريم من نكات