نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢))
[الحاقة : ٧ ، ١٢]
الليالي السبع إشارة إلى الصفات الإلهية السبع التي تقوم بها حقيقة الإنسان ، فتعد صفاته الإنسانية السبع نسخة منها مطابقة ، والأيام الثمانية إشارة إلى المقولات الثمانية الأولى بالإضافة إلى الزمان والمكان فتصبح الأعداد العشرة المقدسة التي تتكون منها الموسيقى الكونية ، ويمكن أن تكون هذه الأيام الصفات الإلهية السبع بالإضافة إلى الجسم الحاوي لهذه الصفات والنتيجة أن الرحمن على العرش استوى أي الإنسان ، والإشارتان من مشاهد يوم القيامة أيضا حيث يكشف عن المكاشف الغطاء فإذا حياته وعلمه وإرادته وقدرته وسمعه وبصره وكلامه قائمون بالحق ، وإذا قيامة النفس قد قامت ، فكشف الغطاء عن حقيقتها التي هي الحق ، فإذا انتزع من الإنسان رسمه ثم اسمه ثم صفاته لم يبق منه إلا كما قال الله في القوم إنهم مثل أعجاز نخل خاوية.
والمثل بليغ ، فالله ضرب مثلا النخل من دون بقية الأشجار المثمرات ، والنخلة قريبة آدم ، جبلت من بقية الطين الذي جبل منه ، وقيل إنها رمزه ، ومظلته أو خيمته ، وقلنا النخلة شجرة المعقولات الباسقة ، والإنسان معقول ومحسوس ، فمعقوله نخلة ، ولهذا قال الروح مخاطبا مريم وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ، والإشارة إلى أن المعقولات متى استوت آتت أكلها من التجريدات التي تصير معقولات مجردة ، أي معاني تتمثل في هذه المباني ، فإذا رد الإنسان إلى معقوله ، ورد معقوله إلى حقيقته ، كان الله هو الوارث والمالك فترى النخل عندئذ أعجازا خاوية ، ولا يعود للإنسان من باقية.
١٣ ، ٣٧ ـ (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ