والمحسن يحب الموت لأن قلبه رغب عن الدنيا والآخرة ، فهو يمد عينيه إلى عالم الأنوار الإلهية حيث الفناء في تلك الأنوار.
٩ ، ١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١))
[الجمعة : ٩ ، ١١]
الإشارة إلى دعوة التوحيد التي هي دعوة إلى الانصراف عن العالم الظاهري إلى الباطني والمشار إليه في الآية بيوم الجمعة ، والجمعة جامعة ، فالبيع كل ماله علاقة بعالم الظاهر الذي يستغرق الإنسان حتى يجعله همه ، في حين أن الله يريد من الدنيا أن تكون جسرا إلى الآخرة وطريقا إليها ، والإنسان فيها مسافر ، وفي الأمثال كن في الدنيا كأنك زائر أو غريب ، وقالت الصوفية : توقع الأكدار ما دمت في هذه الدار.