الجنس ، حيث لا موجود إلا الله ولا واحد أحد إلا هو ، قال ابن عربي إضرب واحد في واحد يخرج لك في الخارج هو.
٢١ ، ٣٦ ـ (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦))
[ق : ٢١ ، ٣٦]
جمع القرآن بين المحكم من الآيات والمتشابه ، وقال سبحانه إن في ذلك فتنة للذين في قلوبهم مرض ، وتلقي أحاديث رسول الله ضوآ على المحكم والمتشابه بحيث تعين طالب العلم على التمييز بين الأصول والفروع ، وتمييز المحكم من المتشابه ... وعلى هذا الأساس وضعت الصوفية كتبهم في التوحيد كقولهم مثلا بعموم المغفرة استنادا إلى الحديث القدسي القائل : (ورحمتي سبقت غضبي) ، وقال الإمام الغزالي من اطلع على كنه حقيقة الملكوت انكشفت له حقائق أمثلة القرآن على يسر ، وقال أيضا علوم الصوفية مستقاة كلها من مشكاة النبوة ، فالرسول صلىاللهعليهوسلم كوشف وشاهد وذاق وعرف فقال من ثم أحاديثه ، والآية تقول : إن كل نفس تأتي معها سائق وشهيد ، فمن هو السائق ومن الشهيد؟
في الرجوع إلى علاقة الموصوف بالصفة يكون الموصوف مساقا من قبل صفته ، فالصفة أي المعقول ، أي الاسم ، هي سائق إذن ، فهذا من باب الفعل والتحريك الذي تحدثنا عنه من قبل ، أما الشهيد فالاسم بعد الفعل يكون هو نفسه الشهيد ، أي مشاهدا لما أحدثه في الموصوف من صفته ، ولهذا قيل في تفسير كونه تعالى السميع البصير هو رؤية وسماع حدوث العلم في المعلوم ، ولهذا تحدثنا أيضا عن دور أسماء الأفعال وأسماء الصفات ، وكون الأولى الفاعلة ، وكون الثانية مستفيدة علميا من الفعل ، فالسائق نور اسم إلهي والشهيد أيضا نور ، إذ كلاهما كان معقولا ، وكلاهما فعل الذات الخالصة في الذات التجربيية ، وهذا ما شاهده النبي كشفا ، فعرف المدخل والمخرج والتقلب ، فكان قسمه ومقلّب القلوب ، وكان دعاؤه أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وبرضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك.