٢٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩))
[فاطر : ٢٩]
الإنفاق سرا وعلانية نقل العلم إلى الناس وتبصيرهم ربهم وتعليمهم دين التوحيد .. إلا يفعل العالم هذا فهو محاسب على ما علم ، والله بالمرصاد إذا شاء ذهب بعلم العالم فبقي في الظلمات.
٣٠ ـ (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠))
[فاطر : ٣٠]
اختتمت الآية بأن الله غفور شكور ، وما دام سبحانه صاحب الفضل على الإنسان فله عليه حق الشكر أولا ، ثم يشكر هو بالتالي لعبده شكره ، وهو غفور يغفر الأنيات ويلحق أولياءه به ، ويدخلهم في رحمته ، ويدخلهم في الصالحين.
٣١ ـ (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١))
[فاطر : ٣١]
الكتاب اللوح المحفوظ ، أو ما انتقش في صفحة النفس الكلية من معادلات العلوم الإلهية والقوانين الطبيعية السببية التي ما خلق الله العالم إلا لتظهر وتمارس قواها فيظهر ربها بالتالي بها ، والكتاب لهذا حقائق علمية لا تبديل لها طاوية للزمان والمكان حاوية للماضي والحاضر والمستقبل لا خروج على علم الله.
٣٢ ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢))
[فاطر : ٣٢]
لابن عربي سلطان العارفين تفسير خاص لهذه الآية فظاهرها يوحي بأن من الناس من هو ظالم لنفسه ، لكن ابن عربي ذهب مذهبا آخر ، فقال إن الظالم نفسه هو الذي لا يتبع هواها ، ثم هو من بعد الجهاد والمجاهدة مستخرج من نفسه كنزها الذي جعله الله تحت جدار الهيكل الخارجي كما جاء في قصة موسى والعبد الصالح.
٣٣ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣))
[فاطر : ٣٣]
الحلي المذكورة التحلي بالصفات الإلهية بعد الوصول ، فالواصل يستبدل باسمه وصفاته اسم ربه وصفاته التي أنعم عليه ، والله كامل يهب لعبده المصطفى رداء الكمال وحلي الهيبة والوقار ، قد ظهر للناس قمرا ليلة بدر التمام ، يرى الناس ما آتاه ربه من نعمة ربه من نعمة العلم .. كما كان حال سيد الخلق والبشر محمد عليهالسلام إذ وصفه الله قائلا : (وَإِنَّكَ لَعَلى