المكوّنات(١) نسبة بالنسبة ، ورتبة بالرتبة(٢) بعلمه وقدرته ومشيّته وإرادته وإيجاده(٣) ، كما تحصّل منه نور الشمس أقوى في مراتب التشكيك ، وأعلى في مقام انتفاء الشريك فتحصّل منه نور جمال الأقمار بلا نقاب ، ومنه نور وجه الأراضي والأشجار بلا حجاب ، ومنه نور جبين الأبنية والجدران مع الحجار ، وهكذا إلى انّه انتهى إلى الظُّلَم ـ التي هي عالم عدم الأنوار ـ في الحجاب ، فظهر وجود ذلك الموجود لكلّ ما هو قابل للوجود ، ووضح صنائع إيجاد المعبود لكلّ من له فطرة من المولود ، كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «كلّ مولود ...» إلى آخره(٤).
فعُلم أنّ أصل معرفة الموجود الحقيقي ـ الواجب الوجود المستجمع لصفات الكمال والجلال ـ فطريٌّ بقدر القابليّة والحال(٥) ، لكنّه لمّا كان
__________________
(١) أي المادّيّات (منه قدسسره).
(٢) في «م» : رسم بالرسم.
(٣) عطف تفسير لمجموع الأربعة (منه قدسسره).
(٤) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه يهوّدانه ، وينصّرانه ، ويمجّسانه» ، قال العلاّمة مَيثم البحراني رحمهالله : وإنّما أبواه هما اللّذان يهوّدانه ، وينصّرانه ، إذ كانت نفسه قبل الجواذب الخارجية عن القبلة الحقيقية غير مدنّسة بشيء من الاعتقادات الفاسدة والهيئات الرديئة. مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة ١ / ٢٤٤.
وورد الحديث بألفاظ وأسانيد مختلفة في مصادر الفريقين ، منها : الكافي ٢ / ١٠ ح ٤ ، التوحيد للصدوق : ٣٣٠ ح ٩ ، مختصر بصائر الدرجات : ٣٩٩ ح ٤٥٦ ، غوالي اللآلئ ـ لابن أبي جمهور ـ ١ / ٣٥ ح ١٨ ، حقائق الإيمان للعاملي : ١٦٩ ، صحيح البخاري ٢ / ١٢٥ ، صحيح مسلم٤ / ٢٠٤٧ ح ٢٦٥٨ ، الموطّأ ١ / ٢٤١ ح ٥٢ ، سنن أبي داود ٤ / ٢٢٩ ح ٤٧١٤ ، مسند أحمد ٢ / ٢٣٣ و ٢٧٥ و ٣٩٣ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢١٨ ، والمغني ـ لابن قدامة ـ ٤٦٤١٠ ، تفسير القرطبي ٥ / ٣٩٥.
(٥) لم ترد في «م».