قال الخونساري في روضات الجنّات(١) :
«هذا ، ومن جملة ما يدلّك على اختصاص الرجل أيضاً بمزيد التصرّف والتحقيق والتقدّم في زمنه على كلّ بحر عميق والتكلّم من فضل منه على أغلاط أهالي التأليف والتعليق هو ما نقله عنه شيخنا الشهيد الثاني في كتابه في الدراية حيث قال في مقام المنع من الاعتداد بالشهرة المتأخّرة عن الشيخ المرحوم قدسسره معلّلاً إيّاه بأنّ أكثر الفقهاء الذين نشؤوا بعد الشيخ كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنّهم به وممّن اطّلع على هذا الذي تبيّنته وتحقّقته من غير تقليد الشيخ الفاضل المحقّق سديد الدين محمود الحمصي والسيّد رضي الدين بن طاووس رحمهالله وجماعة ، قال السيّد رحمهالله في كتابه المسمّى بـ : كشف المحجّة لثمرة المهجة : أخبرني جدّي الصالح ورّام بن أبي فراس قدسسره أنّ الحمصي حدّثه أنّه لم يبق للإمامية مفت على التحقيق بل كلّهم حاك ، وقال السيّد عقيب ذلك : والآن فقد ظهر أنّ الذي يفتي به ويجاب على سبيل ما حفظ من كلام العلماء المتقدّمين».
وجاء في الكنى والألقاب(٢) :
«الحمصي سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي العلاّمة المتكلّم المتبحّر صاحب التعليق العراقي في فنّ الكلام ، قال الشيخ منتجب الدين في حقّه ... إلى قوله : أقول : إنّ هذا الشيخ من أكابر علمائنا الإمامية ، ويذكر فتواه في مسألة إرث ابن العمّ الأبويني والعمّ الأبي والخال والخالة ، يروي عنه الشيخ الزاهد ورّام بن أبي فراس (المتوفّى سنة
__________________
(١) روضات الجنّات ٧ / ١٦١.
(٢) الكنى والالقاب ٦ / ١٧٥.