الْفَاسِقِينَ) (١). وتأويل (مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ) (٢) أي يخذله ، بأن يمنعه ألطافه ، إذ أعرض عن الأدلّة ، فيكون كالأصمّ والأعمى»(٣).
وفي قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً) (٤) قال : «أي نكل بعضهم إلى بعض في الآخرة ، فنكل الذين كانوا يعصون الله بأمر هؤلاء الظالمين واتّباع أهوائهم إليهم ليوقنوا بالإياس من رحمة الله إذ كانوا لا يملكون لهم في الآخرة نفعاً ، ويدلّ على أنّه في الآخرة قوله تعالى : (بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (٥) ، وهو مثل قوله : (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ) (٦) أي نكله إلى ما كان عَبَدَهُ في الدنيا من الآلهة»(٧).
ومن الموارد التي عوّل فيها المصنّف على الإجماع قوله في تفسير الآية الكريمة : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (٨) : «أجمعت الأمّة أنّها نزلت في حقِّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع ، ولا خلاف بين المفسّرين في ذلك وأكّده إجماع أهل البيت عليهمالسلام ، فأثبت ولايته على وجه التخصيص ونفى معناها عن غيره ، وإنّما عنى بوليّكم : القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته ، وفرض الطاعة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلاّ للإمام ، وثبت
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٦.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ٣٩.
(٣) متشابه القرآن ١ / ١٣٩.
(٤) سورة الأنعام ٦ : ١٢٩.
(٥) سورة الأنعام ٦ : ١٢٩.
(٦) سورة النساء ٤ : ١١٥.
(٧) متشابه القرآن ١ / ١٦٨.
(٨) سورة المائدة ٥ : ٥٥.