بعض ، وصار الفرع مثل الأمّ. والسّوق : جمع ساق ، وهو قصبة الزّرع ، وساق الشّجرة حاملة الشّجرة. ويجوز أن يكون المراد بالسّاق : الكعب ، وكلّما ازداد الزّرع كعبا ازداد قوّة ، قوله تعالى : (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ؛) أي يصير بحال يعجب الحرّاث.
وهذا مثل ضربه الله تعالى لمحمّد وأصحابه ، فالزّرع محمّد صلىاللهعليهوسلم ، والشّطأ أصحابه والمؤمنون حوله ، وكانوا في ضعف وقلّة كما كان أوّل الزرع دقيقا ثم غلظ وقوي وتلاحق ، وكذلك المؤمنون قوّى بعضهم بعضا حتى استغلظوا واستووا على أمرهم ، (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ؛) أي إنّما كثّرهم وقوّاهم ليكونوا غيظا للكافرين.
قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٢٩) ؛ قال الزجّاج : (منهم) للجنس وليس يريد بعضهم ؛ لأنّهم كلّهم مؤمنون ، والأجر العظيم هو الجنّة) (١).
آخر تفسير سورة (الفتح) والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) في معاني القرآن وإعرابه : ج ٥ ص ٢٤ ـ ٢٥ ؛ قال الزجاج : (فيه قولان : أن تكون (مِنْهُمْ) ههنا تخليصا للجنس من غيره كما نقول : أنفق نفقتك من الدراهم لا من الدنانير ، المعنى اجعل نفقتك من هذا الجنس ، وكما قال : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) لا يريد أن بعضها رجس وبعضها غير رجس ، ولكن المعنى اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان.