سورة الشّمس
سورة الشّمس مكّيّة ، وهي مائتان وسبعة وأربعون حرفا ، وأربع وخمسون كلمة ، وخمس عشرة آية. قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها فكأنّما تصدّق على كلّ من طلعت عليه الشّمس](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١) ؛ أقسم الله سبحانه بالشمس ونحوها مما ذكره من أوّل السّورة لما فيها من دلائل وحدانيّة الله تعالى فقال (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) أراد بالضّحى ارتفاعها ، قال مجاهد : «معناه : والشّمس وضوئها» (٢) (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢) ؛ أي إذا تبع الشّمس وطلع بعد غروبها ، وذلك في أوّل ليلة الهلال إذا سقطت الشمس ريء (٣) الهلال ، وكذلك في نصف الشّهر إذا غربت الشمس يتبعها القمر في الطلوع من المشرق ، وأخذ موضعها وصار خلفها.
قوله تعالى : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) (٣) ؛ أي إذا بيّن الشمس ، وذلك أن الشمس إنما تضيء وتتبيّن إذا انبسط النهار ، وأما في حال طلوعها فهي تطلع لا نور لها ، ثم يضحّيها الله تعالى. ويجوز أن يكون معناه : إذا جلّا ظلمة الليل أو جلّا الدّنيا ، فيكون هذا كناية عن غير مذكور ، وقوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) (٤) ؛ أي إذا يغشى الشمس فيذهب بنورها ، وتظلم الدنيا عند غروبها.
__________________
(١) رواه الثعلبي عن أبي بإسناد ضعيف. ينظر : اللباب في علوم الكتاب : ج ٢٠ ص ٣٦٧.
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٨٩٤٠).
(٣) ريء : أصله (رئي) قدمت الياء على الهمزة ، أو رؤي الهلال.