سورة انشقّت (الانشقاق)
سورة الانشقاق مكّيّة ، وهي أربعمائة وثلاثون حرفا ، ومائة وتسع كلمات ، وخمس وعشرون آية. قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأ سورة (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) أعاذه الله أن يعطيه كتابه من وراء ظهره](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) ؛ وذلك أنّ أبا سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ وكان مسلما ، جادل أخاه الأسود بن عبد الأسد في الإسلام ، وكان الأسود كافرا ، فأخبره أبو سلمة بالبعث ، فقال له الأسود : ويحك! أترى أنّي مصدّق أئذا كنّا ترابا وعظاما أنبعث؟ فأين السّماء والأرض يومئذ؟ وما حال النّاس؟ فأنزل الله هذه السّورة (٢).
ومعناها : واذكر إذا السّماء انشقّت لنزول الملائكة وهيبة الرّحمن ، (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٢) ؛ أي سمعت وأطاعت لأمر ربها بالانشقاق ، وحقّ لها أن تطيع ربّها. يقال : أذنت للشّيء إذا سمعت ، وأذنته إذا سمعته.
قوله تعالى : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٣) ؛ أي بسطت بسط الأديم العكاظيّ ، فجعلت كالصّحيفة الملساء ، لا يبقى جبل ولا بناء ولا شجر إلّا دخلت فيها ، (وَأَلْقَتْ ؛) الأرض ، (ما فِيها ؛) من الأموات ، (وَتَخَلَّتْ) (٤) ؛ عن ذلك كما كانت من قبل ، (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٥) ؛ أي سمعت وانقادت لأمر ربها ، وحقّ لها أن تسمع وتطيع.
__________________
(١) رواه الثعلبي عن أبي رضي الله عنه بإسناد ضعيف.
(٢) ذكره مقاتل في التفسير : ج ٣ ص ٤٦٤. وابن عطية في المحرر الوجيز : ص ١٩٦١.