سورة النّبأ
سورة النّبأ مكّيّة ، وهي سبعمائة وسبعون حرفا ، ومائة وسبعون كلمة ، وأربعون آية. قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها سقاه الله من برد الشّراب يوم القيامة](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٢) ؛ قال المفسّرون : لما بعث النبيّ صلىاللهعليهوسلم وأخبرهم بتوحيد الله والبعث بعد الموت ، وتلا عليهم القرآن ، جعلوا يتساءلون بينهم ويقولون : ما نرى الذي جاء به محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وما الذي أتى به ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ومعناها : عن أيّ شيء يتحدّثون فيما بينهم ، وهذا لفظه لفظ الاستفهام ، والمعنى تفخيم القصة. وأصله عن ما فأدغمت النون في الميم وحذفت الألف ؛ لأن العرب إذا وضعت (عن ما) في موضع الاستفهام حذفت نونها فرقا بينهما وبين أن تكون اسما مثل قوله (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها)(٢) ، و (علام تفعل) ، بخلاف قولهم : سألت فلانا عمّا فعل ، لا يجوز فيه حذف الألف ؛ لأن معناها الّذي ، وكذلك إذا كانت (ما) للصلة كقوله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ)(٣).
قوله تعالى (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أي الخبر الشّريف ، وهو القرآن ، فإنه خبر عظيم الشّأن ؛ لأنه ينبئ عن التوحيد وتصديق الرسول ، والخبر عمّا يجوز وما لا يجوز ، وعن البعث والنشور. قوله تعالى : (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣) يعني أنّهم اختلفوا في القرآن ، فجعله بعضهم سحرا وبعضهم كهانة وبعضهم شعرا ، وبعضهم أساطير الأوّلين.
__________________
(١) رواه الثعلبي في الكشف والبيان : ج ١٠ ص ١١٣ عن أبي بن كعب بإسناد ضعيف.
(٢) النازعات / ٤٣.
(٣) المؤمنون / ٤٠.