سورة نوح
سورة نوح عليهالسلام مكّيّة ، وهي سبعمائة وسبعة وعشرون حرفا ، ومائتان وأربع وعشرون كلمة ، وثمان وعشرون آية. قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها كان من المؤمنين الّذين تدركهم دعوة نوح عليهالسلام](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ ؛) أي خوّفهم من السّخط والعذاب إن لم يؤمنوا بالله ، (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١) ؛ وهو الغرق بالطّوفان ، فأتاهم ؛ (قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٢) ؛ أي رسول مخوّف بلغة تعرفونها.
قوله تعالى : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ؛) أي أرسلت إليكم لتعبدوا الله وتوحّدوه وتأتمروا بجميع ما آمركم به ، وتتّقوا سخطه وعذابه ، (وَأَطِيعُونِ) (٣) فيما أبيّنه لكم عن الله تعالى ، (يَغْفِرْ لَكُمْ ؛) جواب الأمر ؛ أي افعلوا ما أمرتكم به يغفر لكم ، (مِنْ ذُنُوبِكُمْ ؛) ويزيل عقابه عنكم.
ودخول (من) في الآية لتخصيص الذّنوب من سائر الأشياء ، لا لتبعيض الذّنوب كما في قوله تعالى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ)(٢). ويقال : معناه : نغفر لكم من الذّنوب ما لا تبعة لأحد فيه ولا مظلمة.
قوله تعالى : (وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ؛) أي يؤخّركم بلا عذاب إلى منتهى آجالكم ، فلا يصيبكم غرق ولا شيء من عذاب الاستئصال إن آمنتم. قوله
__________________
(١) رواه الثعلبي في الكشف والبيان : ج ١٠ ص ٤٣ عن أبي بن كعب بإسناد واه ضعيف.
(٢) الحج / ٣٠.