أولوا العزم نوح والخليل كلاهما |
|
موسى وعيسى والنّبيّ محمّد |
فلمّا نزلت هذه الآية قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : [والله لأصبرنّ كما صبر أولوا العزم من الرّسل ، وأجهد كما جهدوا ، ولا قوّة إلّا بالله](١).
وقوله تعالى : (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ؛) وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ضجر بعض الضّجر من كفرهم ، وأحبّ أن ينزل العذاب بمن أبى منهم الإسلام ، فأمر بالصّبر وترك الاستعجال ، ثم أخبر أنّ العذاب منهم قريب ، فقوله : (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ ؛) من العذاب في الآخرة ؛ (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ؛) أي إذا عاينوا العذاب صار طول لبثهم في الدّنيا والقبور كأنّه ساعة ، لأنّ ما مضى كأنّه لم يكن وإن كان طويلا.
وتمّ الكلام ، ثم قال تعالى : (بَلاغٌ ؛) أي هذا القرآن وما فيه من البيان بلاغ عن الله إليك ، والبلاغ بمعنى التبليغ بلّغكم محمّد صلىاللهعليهوسلم عن الله عزوجل. قوله تعالى : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) (٢٥) ؛ أي لا يقع العذاب إلّا بالعاصين الخارجين عن أمر الله تعالى ، وقيل : معناه : ما يهلك إلّا مشرك أو منافق.
آخر تفسير سورة (الأحقاف) والحمد لله رب العالمين
__________________
(١) في الدر المنثور : ج ٧ ص ٤٥٤ ؛ قال السيوطي : (أخرجه ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة رضي الله عنها). وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير الكبير : الحديث (١٨٥٨٣).