وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : [لعن الله النّائحة والمستمعة والحالقة والسّالقة والواشمة والموشومة](١). وعن عمر رضي الله عنه : (أنّه سمع نائحة فضربها حتّى وقع خمارها عن رأسها ، فقيل : يا أمير المؤمنين إنّها قد وقع خمارها ، قال : إنّها لا حرمة لها) (٢).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ؛) ختم الله هذه السّورة بمثل كما افتتحها به ، حيث نهى المؤمنين عن تولّي أعداء الله ، وأراد بالقوم الذين غضب الله عليهم اليهود ، والمعنى : يا أيّها الذين آمنوا لا تتولّوا اليهود.
قوله تعالى : (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ ؛) لأنّهم كانوا يعرفون النبيّ صلىاللهعليهوسلم كما يعرفون أبناءهم ، وكانوا لا يؤمنون به ، فآيسوا من أن يكون لهم في الآخرة خير. وقيل : إنّهم كانوا يزعمون أنه لا يكون في الآخرة أكل ولا شرب ولا نعمة ، والمراد بذلك اليهود.
وقوله تعالى : (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (١٣) ؛ معناه : كما يئس المشركون الذين لا يؤمنون بالبعث من رجوع أصحاب القبور ومن أن يبعثوا. وقيل : معناه : كما يئس الكفار إذا ماتوا وصاروا في القبور من أن يكون لهم في الآخرة حظّ ، ويئسوا من أن يكون لهم في الآخرة نصيب.
آخر تفسير سورة (الممتحنة) والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) في مجمع الزوائد : ج ٣ ص ١٤ ؛ قال الهيثمي : (رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عطية ، ضعيف). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب الجنائز : باب ما ورد من التغليظ في النياحة : الحديث (٧٢١٥٨) وليس فيه الحسن بن عطية ، واللفظ له.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف : ج ٣ ص ٥٥٧ : الحديث (٦٦٨٢).