سورة المجادلة
سورة المجادلة مدنيّة ، وهي ألف وتسعمائة واثنان وتسعون حرفا ، وأربعمائة وثلاث وسبعون كلمة ، واثنتان وعشرون آية.
قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١) ؛ هذه الآيات نزلت في خولة بنت ثعلبة ، وهي امرأة من الخزرج من بني عمرو بن عوف ، وفي زوجها أوس ابن الصّامت ، وكان أوس بن الصّامت وعبادة بن الصّامت أخوين ، وكانت خولة حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة في صلاتها ، فنظر إلى عجزها ، فلمّا فرغت من صلاتها راودها فأبت ، فغضب عليها ، فقال لها : أنت عليّ كظهر أمّي ، وندم بعد ذلك على ما قال ، وكان الظّهار طلاقا في الجاهليّة.
فمضت خولة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجدت عائشة تغسل رأس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله إنّ زوجي أوس بن الصّامت تزوّجني وأنا شابّة غنيّة ذات مال وأهل ، حتّى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرّق أهلي وكبر سنّي ظاهر منّي ، وقد ندم على ذلك ، فهل شيء يا رسول الله يجمعني وإيّاه؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : [ما أراك إلّا قد حرمت عليه] فقالت : يا رسول الله والّذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا ، وإنّه أبو ولدي وأحبّ النّاس إليّ ، فقال صلىاللهعليهوسلم : [حرمت عليه]. فقالت : أشكوا الله تعالى.
__________________
(١) ذكره ابن حجر في تخريج الكشاف : ج ٤ ص ٤٩٧ وعزاه إلى الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم عن أبي بن كعب. وأخرجه الثعلبي في الكشف والبيان : ج ٩ ص ٢٥٢.