والزهري : (هو المتعفّف الّذي لا يسأل) (١) ، وقد ذكر النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : [لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن لحاجته فيتصدّق عليه](٢).
وعن عبد الله بن عمر والشعبيّ والحسن ومجاهد أنّهم قالوا : (في المال حقّ واجب سوى الزّكاة) (٣) ، وهي الحقوق الّتي تلزم عند ما يعرض من الأموال من النّفقة على الوالدين إذا كانا فقيرين ، وعلى ذي الرّحم المحرم ، وما يجب من إطعام المضطرّ وحمل المنقطع وغير ذلك.
قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ) (٢٠) ؛ آيات الأرض جبالها وأنهارها واختلاف نباتها وبحارها وأشجارها ، بذلك كلّه دلائل توحيد الله لمن أيقن. قوله تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (٢١) ؛ معناه : وفي أنفسكم آيات إذ كانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما إلى نفخ الروح.
وقال عطاء : (يعني اختلاف الألسنة والصّور والألوان والطّبائع). وقال ابن الزّبير : (هو أن يأكل ويشرب من مكان واحد ، ثمّ يخرج بعد ذلك من مكانين ، مكان الغائط ومكان البول ، حتّى أنّه لو شرب لبنا محضا خرج ماء) (٤). وقوله تعالى (أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي أفلا تنظرون بقلوبكم نظر من كان يرى الحقّ بعينه.
قوله تعالى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ ؛) يعني المطر الذي هو سبب النبات ، والنبات هو مما قسمه الله تعالى للعباد وكتبه في السّماء ، أخبر الله تعالى أنّ أرزاق العباد حيث لا يأكله السّوس ولا تناله اللّصوص ، فقال تعالى (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ).
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٤٨٩٧ و ٢٤٨٩٥) عن قتادة ، و (٢٤٨٩٥ و ٢٤٨٩٦).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان مرسلا : الحديث (٢٤٨٩٦): (عن الزهري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال ...) وذكره.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير الكبير : ج ١٠ ص ٣٣١١ : الأثر (١٨٦٥٣) عن ابن عباس. ونقله السيوطي في الدر المنثور : ج ٧ ص ٦١٦ ؛ وقال : (أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد). ونقله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : ج ١٧ ص ٣٨.
(٤) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٤٩٠٧). وابن أبي حاتم في التفسير الكبير : ج ١٠ ص ٣٣١٢.