به ، فمضيت عنه وعلمت أنّ حقيقة الشكر هو هذا) ، انتهى (١).
[في أحوال كعب الأحبار]
وكعب الأحبار ـ بالحاء المهملة ـ أي : عالم العلماء ، وكان من علماء أهل الكتاب ، أسلم على عهد أمير المؤمنين عليهالسلام فصار من فضلاء التابعين ، وإضافته كزيد الخيل (٢).
وفي الكافي في الصحيح عن زرارة أنه قال : «كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر عليهالسلام وهو محتب (٣) مستقبل القبلة ، فقال : أما إنَّ النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجبيلة يقال له : عاصم بن عمر ، فقال لأبي جعفر عليهالسلام : إنَّ كعب الأحبار كان يقول : إنَّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة. فقال أبو جعفر عليهالسلام : فما تقول فيما قاله كعب؟ فقال : صدق ، القول ما قال كعب ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : كذبت وكذب كعب الأحبار معك ، وغضب.
قال زرارة : وما رأيته عليهالسلام استقبل أحداً بقول ، «كذبتَ» غيره» (٤).
ونقل الشيخ أبو علي في رجاله عن ابن أبي الحديد أنه (روى جماعة من أهل السِّير أنّ علياً عليهالسلام كان يقول عن كعب الأحبار : «إنّه لكذّاب» وكان كعب منحرفاً عن علي عليهالسلام) (٥).
__________________
(١) لم أهتد إلى مصدر هذه الحكاية.
(٢) مجمع البحرين ٤ : ٤٩.
(٣) محتب : الاحتباء هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليها ، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (النهاية في غريب الحديث ١ : ٣٣٥).
(٤) الكافي ٤ : ٢٣٩ ح ١.
(٥) شرح نهج البلاغة ٤ : ٧٧ ، منتهى المقال ٥ : ٢٥٥ رقم ٢٣٦٦.