الثالث : أنّ الحسين عليهالسلام كان يشبه النبي صلىاللهعليهوآله من رأسه إلى صدره ، ويشبه أباه في بقية الأعضاء (١).
الإمام الحسين عليهالسلام أوّل سياسي في العالم
أشجع الناس ، وأعلم أهل الإسلام قاطبة بأحكام النبي صلىاللهعليهوآله مع فصاحة اللّسان ، وطلاقة البيان ، جامع لجميع الخصال الحسنة التي كانت في العرب مستحسنة ، وكان أوّل شخص سیاسي في العالم الإسلامي ، ويمكن أن يقال : إنه لا يرى في أرباب الديانات أحد اختار مآثر السياسة مثله عليهالسلام. فإنَّ يزيد لمّا أخذ ولاية العهد من أبيه معاوية اشتغل بأخذ البيعة لنفسه من الرؤساء ، فرأى عليهالسلام أنَّ حركات بني اُميَّة التي كانت لهم السلطنة المطلقة ، والإحاطة التامّة بالرياسة الروحانية الإسلامية ، توجب ضعف عقائد الناس بدين الإسلام ، مع علمه عليهالسلام بما انطوت عليه سريرتهم ، وجرت به سيرتهم من العداوة ، والبغضاء لبني هاشم.
وبقاء الحال على ذلك المنوال ينجرُّ عاجلاً إلى أن لا يبقى منهم دَيَّار(٢) ، ولا نافخ نار ، فعزم عليهالسلام على بثّ السياسة الحسينية في الإسلام ، فحينما جلس یزید مقام أبيه وتصدّى لخلافة المسلمين أوجب عليهالسلام على نفسه التمرُّد عن طاعته ، والتَّظاهُر بمخالفته ، على ما كان عليه يزيد من الإصرار على أخذ البيعة منه عليهالسلام ،
__________________
(١) كذا ورد في روضة الواعظين : ١٦٥ ، ومناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ١٦٥ ، وفيه ما نصّه : (الإرشاد ، والروضة ، والإعلام ، وشرف المصطفى ، وجامع الترمذي ، وإبانة العكبري من ثمانية طرق رواه أنس وأبو جحيفة : إن الحسین کان يشبه النبي من صدره إلى رأسه ، والحسن يشبه به من صدره إلى رجليه) ، وعنه بحار الأنوار : ٤٣ : ٥٣ ذیل حدیث ٥٣ ، ولعل اسم الحسن في هذه المصادر صُحف إلى الحسين لأن غالب هذه الأقوال وردت في الإمام الحسن عليهالسلام في أغلب كتب السيرة والحديث) ، فتأمَّل.
(٢) دیار : أي أحد.