ثم بعد ذلك كلّه ، فسيدنا ومولانا علي بن أبي طالب عليهالسلام كان أصغر ولد أبيه سنّاً ، ولم ينقصه ذلك) ، انتهى (١).
وفيه من المبالغة والإصرار ما لا يخفى على اُولي الأنظار ، وممَّن أصر على ذلك الإربَلّي صاحب كتاب (كشف الغُمَّة) (٢).
ومنهم الشهيد رحمهالله في (الدروس) قال رحمهالله : (وإذا زاره ـ يعني : الحسين عليهالسلام ـ فليزر ولده علي بن الحسين عليهالسلام وهو الأكبر) ، انتهى (٣).
وهو موافق لما في تاريخ ابن الجوزي ، حيث قال : (في ذكر أولاد الحسين : علي الأكبر قتل مع أبيه يوم الطف ، ولا بقية له. وعلي الأصغر وهو زين العابدين عليهالسلام ، والنسل له) ، انتهى (٤).
وحيث ثبت : أن علياً المقتول أكبر سناً من الإمام زين العابدين ، فالقول بأن سنَّة ثماني عشرة سنة ـ كما هو المعروف على الألسنة ، بل المنظوم في المراثي ـ ليس بصحيح ؛ إذ من المعلوم أنَّ علياً أخاه زين العابدين عليهالسلام ، كان له من العمر حين استشهد أبوه الحسين عليهالسلام ثلاث وعشرون سنة ، فيلزم أن يكون عمر المقتول أكثر من ذلك ، كما هو المنقول عن المجلسي رحمهالله في (جلاء العيون) من أنه كان له من العمر يومئذ خمس وعشرون سنة.
__________________
(١) السرائر : ١ :٦٥٤ ـ ٦٥٧.
(٢) كشف الغُمَّة ٢ : ١٢.
(٣) الدروس ٢ : ١١.
(٤) تذكرة الخواص ٢ : ٢٤٠.