قال : وقد ذهب شيخنا المفيد في كتاب (الإرشاد) إلى أنّ المقتول بالطف هو علي الأصغر ، وهو ابن الثقفية ، وأَنَّ عليّاً الأكبر هو زين العابدين عليهالسلام اُمُّه اُمُّ ولد ، وهي شاه زنان بنت كسرى يزدجرد).
ثُمَّ قال محمّد بن إدريس : (والأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة ، وهم النسابون : وأصحاب السير والأخبار والتواريخ. مثل : الزبير بن بكّار في كتاب (أنساب قريش) ، وأبي الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) ، والبلاذري ، والمزني صاحب كتاب (اللباب في أخبار الخلفاء) ، والعمري ـ النسّابة ـ حقَّق ذلك في كتاب المجدي ، فإنه قال : وزعم من لا بصيرة له أنّ علياً الأصغر هو المقتول بالطَّفّ ، وهذا خطأ ووهم (١) ، وإلى هذا ـ يعني كون المقتول هو الأكبر ـ ذهب صاحب كتاب (الزواجر والمواعظ) ، وابن قتيبة في (المعارف) وابن جرير الطبري المحقِّق لهذا الشأن ، وابن أبي الأزهر في تاريخه ، وأبو حنيفة الدينوري في (الأخبار الطوال) ، وصاحب كتاب (الفاخر) ـ مصنف من أصحابنا الإمامية ، ذكره شيخنا أبو جعفر في فهرست المصنفين (٢) ـ وعلي بن همّام في كتاب (الأنوار) في تواريخ أهل البيت ومواليدهم ، وهو من جملة أصحابنا المصنفين المحقِّقين ، فهؤلاء جميعاً أطبقوا على هذا القول ، وهم أبصر بهذا النوع.
إلى أن قال : وأي غضاضة تلحقنا ، وأي نقص يدخل على مذهبنا ، إذا كان المقتول علياً الأكبر ، وكان علي الأصغر الإمام المعصوم بعد أبيه الحسين عليهالسلام ، فإنه كان لزين العابدين يوم الطف ثلاث وعشرون سنة ، ومحمّد ولده الباقر عليهالسلام حي له ثلاث سنين وأشهر.
__________________
(١) المجدي في أنساب الطالبيين : ٩١.
(٢) الفهرست : ٢٨٠ رقم ٩٠١ / ٨٠ ومؤلفه هو أبو الفضل الصابوني.