المعلوم أنَّ النفقة المصروفة عليه في ذلك التاريخ تقصر دون بذلها همم الرجال (١).
وذكر المؤرِّخ فرهاد میرزا القاجاري : (أنه قَدْ صرف في بنائه ، مع المدرسة الواقعة في داخل البلد المعروفة ، باسمه : خمسة وتسعين ألف تومانٍ من الذهب الأشرفي المثقالي. ووقع الفراغ منه سنة ١٢٢٦ ، وأرَّخه بعض الشعراء ؛ وهو أقا محمّد الأصفهاني ، المتخلص بطلعة بالفارسية :
اين قلعة که حکمش از سمانا سمك است |
|
بركرد نجف که سجد كاه ملك استجون |
کشت تمام كفت طلعت تاریخ |
|
يك برج قلعة نجف ته فلك است |
وكان وفاة الصدر المزبور في شهر صفر سنة ١٢٣ ، في دار السلطنة طهران ، وحمل إلى النَّجف ، ودفن في المدرسة المعروفة باسمه) (٢).
الغارات الوهابية على النّجف
ومن بعد بناء هذا السور انقطع طمع الوهابي من النَّجف ، وإلّا فقبل هذا التاريخ في كل يوم كان يحمل على النَّجف ، ویشن الغارة على أهلها.
ففي سنة ١٢١٦ أغار علی مشهد الحسين عليهالسلام ، وقتل الرجال والأطفال ، وأخذ الأموال ، وعاث في الحضرة المقدَّسة فخرَّب بنیانها ، وهدم أركانها. ثُمَّ إنه بعد ذلك استولى على مكَّة المشرَّفة ، والمدينة المنوَّرة ، وفعل بالبقيع ما فعل ، لكنَّه لم يهدم قُبَّة النبي صلىاللهعليهوآله (٣).
__________________
(١) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ١ : ٢٥ ، ٣٤٣ ، ٣٥.
(٢) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ٢ : ٣٧.
(٣) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ٢ : ٣٣ ـ ٣٥.