وممَّن خص بمزيد الإكرام منه تعظيماً لأمره ، واعتناء بشأنه ، هو جدي العلّامة السيِّد علي صاحب البرهان القاطع ، فأعطاه ألف أشرفي ذهب ، وأتحفه بحُقة مرصَّعة بالمجوهرات ، وأرسل له بعد عودته إلى طهران عصا وعبا.
قال السيِّد صالح القزويني :
أيدري علي ناصر الدينِ لِمْ لهُ |
|
عصاً وعباً للهِ أُهدي تَقرُّبا |
رأی يَدَهُ البيضا فأهدى لَهُ العصا |
|
ومُذْ كانَ مِن أهلِ العَبا أرسَلَ العَبا |
فكلٌّ لَعمري ناصرُ الدين منهُما |
|
ففي علمهِ هذا وذلِكَ بالظُّبا (١) |
أحمد شاه القاجاري
وفي سنة ١٣٣ تشرّف السلطان أحمد شاه القاجاري بزيارة النَّجف ، ودخل البلدة الشريفة أول يوم من شهر رمضان ، وكان حاكم النَّجف يومئذ إنكليزياً ، وبقى ليلة واحدة ، وأنعم على العلماء ، وخدمة الروضة : اثني عشر ألف تومان (٢).
[قصة الأسد الذي لاذ بالحرم المطهر]
وفي بعض السنين المتأخّرة ؛ جاء أسد من البادية ودخل النَّجف من الباب الَّذي ينتهي بسالكه إلى المرقد الشريف ، والناس تحاشياً منه تنکسر دونه ، وتفجّ له الطريق وكان يوم وروده عيد النوروز ، والبلدة مملوءة بالزوار ، ولما وصل الأسد إلى باب الصحن الشریف سدّوا عليه الباب فتمرَّغ بالعتبة المقدسة ،
__________________
(١) الرحيق المختوم فيما قيل في آل بحر العلوم (مخطوط).
(٢) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ٣ : ٢٤.