الأول : بما أنَّ أهل إيران عدلوا عن
العقائد السابقة ، ونكلوا الرفض ، والسبَّ ، وقبلوا الجعفري الَّذي هو من المذاهب
الحقَّة ؛ المأمول من القضاة ، والعلماء ، والأفندية الكرام : الإذعان بذلك ،
وجعله خامس المذاهب.
الثاني : إنَّ الأركان الأربعة من
الكعبة المعظمة في المسجد الحرام تتعلَّق بأئمة المذاهب الأربعة ؛ فالمذهب الجعفري
يشاركهم في الركن الشامي ، وبعد فراغ الإمام الراتب فيه من الصلاة يصلّون بإمامهم
على الطريقة الجعفرية.
الثالث : في كلّ سنة يعيَّنُ من حكومة
إيران أمير للحجاج الإيرانيين ، كأمير مصر والشام في كمال العزة والاحترام ، يوصل
الحاج الإيرانيين إلى كعبة المقصود ، ويكون في الدولة العليَّة العثمانية أعلى
شأناً من الأمير المصري ، والشامي.
الرابع : فَكُّ الأسراء من الجانبين ،
ومنع وقوع البيع عليهم.
الخامس : تعيين وکيلين من الدولتين في
مقر السلطتين لأجل القيام بمصالح
المملکتین.
وبهذه الوسيلة ترتفع الاختلافات الصورية
، والمعنوية ما بين اُمَّة سيد الثقلين ، وبعد ذلك ، بمقتضى قوله تعالى : إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
، تجري مراسم الأخوة
والألفة بين الأُمَّة الإيرانية والعنصر الرومي.
ولمّا بلغ المنشور إلى اُمناء الدولة
العثمانية قبلوا من ذلك مادة تعيين أمير الحاج ، ومادة إطلاق الأُسراء ومادة تعيين
الوكيلين ، وحقّية المذهب الجعفري من دون جعله مذهباً خامساً رسمياً.
وطال البحث والكلام ما بين رجال الدولة
في هذا الشأن ، وكان الأمل إنجاح والمهمة في بعض أيام ، ولكن استطالة مدة المذاكرة
ثمان سنين ، ولمّا تتمّ.
__________________