إلى سنة ١١٤٨ التي عقد فيها مجلساً كبيراً شوروياً ، حاوياً لكل شریف ووضيع في بادية مغان ؛ لأجل اختيارهم من يريدون للقيام بأمر السلطنة ، فتمسَّكوا بذيل الإلحاح والإبرام.
وقالوا : إنَّ الله تعالى أكرمك بالسلطنة ، وأكرم السلطنة بك. ولا اختيار لأحد في تغيير أمر الله. إن هذه السلطنة حقٌّ من حقوقك ، فكما أنك في أول الحال صنت أعراضنا ونفوس سائر المسلمين ، وأنقذتنا من مخالب الأعداء فلتكن بعد في مقام المحافظة علينا ، لا نرضى أن تجعلنا في عهدة غيرك.
فأجابهم حضرة السلطان ، بأنّه : إن كنتم راغبين في سلطنتي ، وصيانة نفوسكم ، فلا أجيب مسؤولكم إلا بترك السبِّ والرفض ، اللَّتينِ هما روية مخالفة لروية أسلافي الكرام ، وآبائي العظام. وأن تنهجوا منهاج الإمام الناطق بالحق جعفر الصادق عليهالسلام. فبادروا ذلك منه بالقبول من طريق الحق بلا شائبة وريب ، متَّفقين في هذا الحكم المقدَّس ، مصغین له بسمع الإذعان.
وكتبوا بذلك وثيقة لأجل مزيد التأكيد ، جعلوها في الخزانة العامرة ، ولما تم الأمر على ما هنالك أرسل حضرة الأعلى الشاهانية وزيراً إلى الدولة العليَّة العثمانية يطلب من أعلى حضرته ، الباسط لباسط الأمن والأمان ، والناشر لرايات : إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (١). سلطان البرَّين ، وخاقان البحرين ، خادم الحرمين الشريفين ، ثاني إسكندر ذي القرنين : بادشاه إسلام بناه الروم أيَّد الله بقاه ؛ المطالب الخمسة الآتية بیانها :
__________________
(١) سورة النحل : من آية ٩٠.