وروى الكليني في (الكافي) ، بإسناده عن حبَّة العَرَني ، قال: «خرجت مع أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الظهر (٣) ، فوقف بوادي السلام كأنّه مخاطب لأقوام ، فقمتُ بقيامه حَتَّى عييت ، ثُمَّ جلست حَتَّى مللت ، ثُمَّ قمت حَتَّى نالني مثل ما نالني أوّلاً ، ثُمَّ جلست حَتَّى مللت ، ثُمَّ قمت وجمعت ردائي ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّي قَدْ أشفقت عليك من طول القيام ، فراحة ساعة ، ثُمَّ طرحت الرداء ليجلس عليه.
فقال لي: يا حبَّة ، إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته.
قال ، قلت : يا أمير المؤمنين ، وإنّه لكذلك؟
قال : نعم ، ولو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحادثون.
فقلت : أجسام أم أرواح؟
فقال عليهالسلام : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام ، وإنّها لبقعة من بقاع جنّة عدن» (٤).
وفيه أيضاً : بإسناده عن أحمد بن عمر رفعه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قلت له : إنَّ أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها.
فقال: ما تبالي حيثما مات ، أما إنّه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلّا حشر الله روحه إلى وادي السلام.
__________________
(١) سيأتي الحديث عن موضع منبر القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف عند ذكر الإمام الحسين عليهالسلام في آخر المقام الثالث من كتابنا هذا.
(٢) ينظر في تاريخ مرقديهما : ماضي النجف وحاضرها ١ : ٩٦.
(٣) ذكرنا سابقاً أن الظهر ، ظهر الكوفة : اسم من أسماء النجف.
(٤) الكافي ٣ : ٢٤٣ ح ٤٧٣٤ / ١.