أبي هريرة ، قال : (استعملني عمر بن الخطّاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفاً ، فلمَّا قدمت على عمر قال لي : يا عدوَّ الله والمسلمين ـ أو قال : عدوّ كتابه ـ سرقت مال الله؟!
قال : قلت : لست بعدوِّ الله ولا المسلمين ـ أو قال : عدوّ كتابه ـ ولكنّي عدوّ من عاداهما.
قال : فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ قلت : خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت.
قال : فأخذ منّي اثني عشر ألفاً ، فلمَّا صليت الغداة قلت : اللهُمَّ اغفر لعمر.
قال : وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك ، حَتَّى إذا كان بعد ذلك قال : ألا تعمل يا أبا هريرة؟ قلت : لا.
قال : ولمَ وقد عمل من هو خير منك ، يوسف عليهالسلام؟
قال : اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم.
قلت : يوسف نبيِّ ابن نبي ، وأنا أبو هريرة ابن اُميمة ، وأخاف منكم ثلاثاً واثنتين.
فقال : هلا قلت : خمساً ، قلت : أخشى أن تضربوا ظهري ، وتشتموا عرضي ، وتأخذوا مالي ، وأكره أن أقول بغير علم ، وأحكم بغير علم) ، انتهى (١).
وفيه دلالة واضحة على أنه كان يضع الحديث لأجلهم.
__________________
(١) معجم البلدان ١ : ٣٤.