وقال المجلسي في (غيبة البحار) عند بيان وجه تشبيهه عليهالسلام بالشمس : (إنّ الشمس قَدْ تخرج من السحاب وينظر إليه واحد دون واحد ، فكذلك يمكن أن يظهر عليهالسلام في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض) (١).
وقال أيضاً في باب (إنه عليهالسلام يشهد ويرى الناس ولا يرونه) : (لعلَّه محمول على من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليهالسلام إلى الشيعة ، على مثال السُّفراء ، لئلّا ينافي الأخبار التي مضت. وستأتي فيمن رآه عليهالسلام). انتهى (٢).
ولعلّ المراد بالآثار التي ادعوا شهادتها على المدّعي ، الوقائع المذكور أغلبها في البحار في الباب الَّذي جعله لخصوص من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى (٣) ، وزاد على ذلك العلّامة النوري في رسالته (جنّة المأوى) (٤) وكتاب (دار السلام) من الحكايات الصادقة والأحاديث الرائقة في حقّ الفائزين بشرف حضوره عليهالسلام ، وقد بلغت في حد الكثرة والتواتر ما لا يسع أحداً إنكاره ، أو
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٢ : ٤.
(٢) بحار الأنوار ٥٢ : ١٥١.
(٣) بحار الأنوار ٥٢ : ١٥١ ـ ١٥٩ باب (من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى وإنه عليهالسلام يشهد ويرى الناس ولا يرونه) وفيه واحد وعشرون حديثاً ، وص ١٥ ـ ١١ باب نادر (في ذكر من رآه في الغيبة الكبرى قريباً من زماننا) وفيه ست حکایات.
(٤) (جنة المأوى : فيمن فاز بلقاء الحجة ومعجزاته في الغيبة الكبرى ، للحاج میرزا حسین بن محمّد تقي النوري الطبرسي المتوفّى ليلة الأربعاء (٢٧ ـ ج ٢ ـ ١٣٢ هـ) ، مستدرك لباب من رأى الحجة من المجلد الثالث عشر من البحار ، جمع فيه من لم يذكره العلامة المجلسي أو من كان بعده ، أورد فيه تسعاً وخمسين حكاية ، وفرغ منه في (١٣٢ هـ) وطبعه الحاج محمّد حسن الأصفهاني أمين دار الضرب في آخر المجلد الثالث عشر وطبع ثانياً في طهران في (١٣٣٣ هـ)).
(ينظر : الذريعة ٥ : ١٥ رقم ٦٧٥).
(٥) (دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام : للعلّامة النوري فرغ من تأليفه في (١٢٢ هـ) وهي السنة الثانية من نزوله بسامراء ، وطبع بطهران کلا مجلديه في (١٣٥ هـ) ضمن مجلد ضخم كبير أودع في أول مجلد به مطالب متعلقة بالمنام من حقيقته وسببه وعوارضه من أحكامه وآدابه في الشرع وما يتعلق بالرؤيا وأنواعه وتعبير الرؤيا وذكر بعض المنامات وغيرها