وابن جريج هذا من أكابر مشايخ العامّة وشيوخ أئمّتهم كما لا يخفى.
ويدلّ على الحِلّية من العقل ما ذكره المرتضى في (الانتصار) ، والعلَّامة أبو الفتوح الرازي في تفسيره (روض الجنان) ، وابن إدريس الحِلّي في (السرائر) : (إنّ من الثابت بالبرهان العقلي أنّ كل منفعة لا ضرر فيها في عاجل ولا آجل فهي مباحة بضرورة العقل ، وهذه صفة نكاح المتعة فيجب إباحته بضرورة العقل) (١).
ومن النقل : قوله تعالى في سورة النساء : فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (٢) ، اتفق جمهور المفسِّرين على أنَّ المراد به نكاح المتعة ، وأجمع أهل البيت عليهمالسلام على ذلك (٣).
وروي عن جماعة من الصحابة منهم اُبي بن كعب ، وابن عبَّاس ، وابن مسعود أنهم قرؤوا : (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمَّی) وذلك تصريح بأنَّ المراد به عقد المتعة.
ومن جملة من روى ذلك الثعلبي في تفسيره عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عبَّاس ، ومحمّد بن جرير الطبري ، والفخر الرازي ، والنيسابوري في تفاسيرهم عن أبي نضرة (٥).
__________________
(١) الانتصار : ٢٦ ، تفسير الرازي ١ : ٥٣ ، السرائر ٢ : ٦١.
(٢) سورة النساء : من آية ٢٤.
(٣) ينظر : تفسير السمرقندي ١ : ٣١ ، المصنّف لعبد الرزاق ٧ : ٤ ، تفسير العياشي ١ : ٢٣٤ ، التبيان ٣ : ١٦٥.
(٤) ينظر : مستدرك الحاكم ٢ : ٣٥ ، السنن الكبرى ٧ : ٢٥ ، عمدة القاري ١ : ٢ ، المعجم الكبير ١ : ٣٢ التبيان ٣ : ١٦٥.
(٥) تفسير الثعلبي ٣ : ٢٦ ، جامع البيان ٥ : ١ ، تفسير الرازي ١ : ٥١ ، مستدرك الحاكم ٢ : ٣٥ ، غرائب القرآن ٥ : ٣٩٢.