وبعد دخوله هراة دخل عليه الشيخ بها واتّصل بصحبته ، وكان المولى سيف الدين أحمد بن یحیی این محمّد بن المولى سعد الدين التفتازاني المعروف ـ يومئذ ـ شيخ الإسلام بها ، وكان في جملة من علماء السنة الَّذين جمعوا في دار الامارة بهراة لتعيين المنزل لحضرة الشاه إسماعيل الماضي الصفوي يوم وصل خبر فتحة إلى هراة ، وغلبته على شاه بيك خان ملك الأزبك وقهره وقتله.
ثم إن الشاه إسماعيل أمر بقتل المولى سيف الدين المذكور لأجل تعصُّبه في مذهب التسنُّن فقُتل سنة ٩١٦.
وقد دخل هراة خاتم المجتهدين ، الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ، واعترض عليهم في قتلهم إيّاه ، وخطَّأهم في ذلك ، وقال : لو لم يقتل لأمكن أن يتم عليه الحجج العقلية والنقلية ، بحقِّية مذهب الإمامية ، وبطلان مذهب التسنُّن ، ويذعن الإلزامه جميع أهل ما وراء النهر ، وخراسان بحقّية مذهب الشيعة الإثني عشرية ؛ ولذلك كان الشيخ المذكور متأسِّفاً دائماً (١).
وبالجملة ، وكانت له عند السلطان المذكور ، وعند السلطان الشاه طهماسب منزلة عظيمة ، وعين له وظائف وإدارات كثيرة ببلاد العراق العربية ، وجعله حاكماً في الأُمور الشرعية لجميع بلاد إيران ، وأعطاء بذلك حكماً وكتاباً يقضي منه العجب (٢).
__________________
(١) خاتمة المستدرك ٢ : ٢٧٨.
(٢) رياض العلماء ٣ : ٤٥٥.