فجاء الرجل فاُخبر أنّ الشيخ توجَّه إلى مكة ، فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة ، فقال له : تكون معي حَتَّى نحجَّ بیت الله ثُمَّ افعل ما تريد ، فرضي بذلك.
فلمَّا فرغ من الحجّ سافر معه إلى بلاد الروم ، فوصل قسطنطين ، رآه رجل فسأله عن الشيخ ، فقال : هذا رجل من علماء الشيعة ، أريد أن اُوصله إلى السلطان. فقال : أو ما تخاف أن يخبر السلطان بأنّك قَدْ قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه ، فيكون سببة لهلاكك؟ بل الرأي أن تقتله وتأخذ برأسه إلى السلطان ، فقتله في مكانه من ساحل البحر.
وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنواراً تنزل من السَّماء وتصعد ، فدفنوه هناك وبنوا عليه قُبَّة.
وأخذ الرجل رأسه إلى السلطان فأنكر عليه ، وقال : إني أمرتك أن تأتيني به حيّاً فقتلته؟
وسعى عبد الرحيم العبَّاسي في قتل ذلك الرجل ، فقتله السلطان) ، انتهى (١).
وعبد الرحيم هو ابن السيِّد عبد الرحمن ابن السيِّد أحمد العبَّاسي ، العبادي ، الشافعي ، المتوفّى سنة ٩٦٣ ، صاحب كتاب (معاهد التنصيص في شواهد التلخیص).
المحقِّق الكركي
وأمّا الشيخ علي بن عبد العال ، فهو نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي ، زوج خالة الشهيد الثاني ، ووالد زوجته الكبرى.
__________________
(١) أمل الآمل ١ : .