كان مولده الشريف في يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر شوال سنة ٩١١ ، اشتغل بعد فراغه من قراءة القرآن العزيز بالهاون العربية والفقه على والده ، إلى أن توفّي في العشر الأواسط من شهر رجب يوم الخميس سنة ٢٥ ، وكان من جملة ما قرأ عليه من كتب الفقه : (مختصر الشرائع) ، و (اللمعة الدمشقية).
فارتحل في تلك السنة مهاجراً إلى (مس) (١) في طلب العلم ، فاشتغل على شيخنا الجليل الشيخ علي بن عبد العالي ، ثُمَّ انتقل إلى (كرك نوح عليهالسلام) ـ و (كرك) كلمة سريانية معناها الحصن ، يقولون إن بها قبر نوح وهو الآن يزار ، وطول القبر زهاء أربعين ذراعاً ، وبناه الملك الظاهر (البندر قدار) من بلاد جبل عامل خرج منها كثير من علماء الشيعة ـ وقرأ بها على السيِّد حسن ابن السيِّد جعفر المتوفّى في السادس من شهر رمضان سنة ٩٣٣ جملة من الفنون ، وكان ممَّا قرأ عليه : (قواعد المرام في علم الكلام) للشيخ ميثم البحراني ، و (تهذيب العلَّامة في الأُصول) ، و (العمدة الجليِّة في الأُصول الفقهية) من مصنّفات السيِّد [حسن ابن السيِّد] (٢) جعفر المذكور ، و (الكافية في النحو).
ثُمَّ ارتحل إلى دمشق ، واشتعل بها على الشيخ الفاضل المحقِّق الفيلسوف : شمس الدین محمّد بن مكي (٣) ، المتوفّى سنة ٩٣٨ في شهر جمادى الأُولی ، فقرأ عليه من كتب الطب (شرح الموجز النفسي) ، و (غاية القصد في معرفة الفصد) من مصنّفات الشيخ المذكور ، و (فصول الفرغاني في الهيئة) ، وبعض (حكمة
__________________
(١) ميس: قرية من قرى جبل عامل من بلاد لبنان.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة منا لإتمام المعنی.
(٣) هر غير الشهيد الأول ، المتوفّى ٧٨٦ هـ والمشترك معه بالاسم.