وقيل : هو القرآن والفقه ، كما هو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وقيل : هو العلم الَّذي تعظم منفعته وتجلّ فائدته.
وقيل : هو ما أتاه الله أنبياءه واُممهم من كتابه وآياته ودلالاته اليت يدلّهم بها على معرفة به وبدينه. وإنّما قيل للعلم حكمة ؛ لأنّه يمنع به عن القبيح ؛ لما فيه من الدعاء إلى الحسن والزجر عن القبيح.
ويُروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ الله قَدْ آتاني القرآن ، وآتاني من الحكمة مثل القرآن ، وما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلّا كان خراباً. ألا فتفقَّهوا ، وتعلّموا فلا تموتوا جهّالا» (٢).
ومن حيث كون مآل الحكمة المصير إلى السعادة الأبدية ، صار خيراً كثيراً.
وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام في هذه الآية ، قال : «طاعة الله ومعرفة الإمام عليهالسلام» (٣) ، وهذا القول منه عليهالسلام إشارة إلى أنّ الحكمة النظرية والعملية هما خروج النفس من القوَّة والاستعداد إلى حقيقة العلم ؛ لأنّ معرفة الإمام إشارة إجمالية إلى معرفته على ما ينبغي ، ومعرفة الرسول وما جاء به ، ومعرفة الله وما يليق به ، وهذه المعارف عبارة عن الحكمة النظرية ، وطاعة الله إشارة إلى تخلية الظاهر والباطن عن الرذائل ، وتحليتها بالفضائل ، وهذه هي الحكمة العمليّة.
ويرجع إلى هذا التفسير قول القاضي هي : تحقيق العلم والعمل.
__________________
(١) سورة لقمان : من آية ١٢.
(٢) مجمع البيان ٢ : ١٩٤.
(٣) الكافي ١ : ١٨٥ ح ١١.