إعرابان باعتبارين. ونظيره قولك : مررت بالَّذي أكرمك. فإنّ الموصول في محل الجر بالباء ، وفي محل نصب على المفعولية للفعل الَّذي قبله.
[ب] ـ وبناء على القراءة بكسر التاء (١) فهو مبني للفاعل ، والمعنى : (ومن يؤته الله الحكمة) ، ففاعل (يؤت) الضمير المستكن فيه العائد إلى الله.
ومَن : في موضع نصب بـ(يؤت).
ويؤت : مجزوم بـ(من) ، وعلامة جزمه حذف آخره ، أعني : الياء ، فإنّ أصله يؤتي بالياء ، كـ : يرمي ،فحذفت بالجزم فقد عمل فيما عمل فيه.
وقوله رحمهالله : «فسرت الحكمة بما يرجع إلى العلم» إشارة إلى ما ذكره الطبرسي في تفسيره من وجوه معنى الحكمة.
قيل : إنّه علم القرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، مقدَّمه ومؤخَّره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله.
وقيل : هو الإصابة في القول والفعل.
وقيل : إنّه علم الدين.
وقيل : هو النبوَّة.
وقيل : هو المعرفة بالله.
وقيل : هو الفهم والعقل ، كما فسّرت بذلك في الرواية قوله تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ (١).
__________________
(١) قرأ الزهري ويعقوب والأعمش والوليد بن حسان (يُؤتِ) بكسر التاء في حال الوصل مبنياً للفاعل. (ينظر : مختصر ابن خالويه : ١٧ ، والمحتسب ١ / ١٤٢ ، والنشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٣٥ ، واتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر : ١٦٤ ، ومعجم القراءات : ١ / ٣٩١).