وإذا كان سهلاً في الجبل ـ وهو وتد من أوتاد الأرض ـ فهو في الأرض ذات الطول والعرض أسهل) ، انتهى (١).
وقال الفخر الرازي : (ومن الناس من زعم أنّ الشرط في كون الأرض فراشاً أن لا تكون كرة ، فاستدل بهذه الآية على أنّ الأرض ليست كرة ، هذا بعيد جداً ؛ لأنّ الكرة إذا عظمت جداً كانت كل قطعة منها كالسطح). انتهى (٢).
وكيف يتوهَّم متوهِّم أنّ القول بكرويّة الأرض خلاف ما عليه أهل الشرع ، وقد ذهب إليه كثير من علمائنا ، وممَّن قال به صريحاً من فقهائنا : العلّامة وولده فخر الدين.
قال العلّامة في التذكرة : (إنّ الأرض كرة ، فجاز أن يُرى الهلال في بلد ولا يظهر في آخر ؛ لأنّ حدبة الأرض مانعة لرؤيته. وقد رصد ذلك أهل المعرفة ، وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربية لمن جدَّ في السير نحو المشرق وبالعكس) ، انتهى (٣).
وقال فخر المحقّقين في الإيضاح : (الأقرب أنّ الأرض كرويّة ؛ لأنّ الكواكب تطلع في المساكن الشرقية قبل طلوعها في المساكن الغربية ، وكذا في الغروب فكلّ بلد غربي بَعُدَ عن الشرقي بألف ميل ، يتأخَّر غروبه عن غروب الشرقي بساعة واحدة. وإنّما عرفنا ذلك بأرصاد الكسوفات القمرية حيث ابتدأت في ساعة أقل من ساعات بلدنا في المساكن الغربية ، وأكثر من ساعات بلدنا في المساكن الشرقية. فعرفنا أنّ
__________________
(١) الكشّاف عن حقائق التنزيل ١ : ٢٣٤ ، بتفاوت يسير.
(٢) تفسير الرازي ٢ : ١٠٤.
(٣) تذكرة الفقهاء ١ : ٢٦٩.