كونها كالآلة تستند إليها آثارها ، وظاهر كلمات كثير ممّن تقدّم كون هذا الاعتقاد كفراً ، وشيخنا الشهيد رحمهالله فيما تقدّم من عبارته صرّح بعدمه وهو الأقوى ؛ لعدم ثبوت كون ذلك مخالفاً لضرورة الدين ؛ إذ ليس المراد منه العليّة التامّة التي استقرت الضرورة من الدين على بطلانه.
فالقول به بلا دليل حرام ، والقائل به مخطئ ، وحمل ما دلَّ فيها على الجواز على صورة دعوى ربط الحركات بالحوادث من قبيل ربط الكاشف بالمكشوف ، على وجه تكون الحركات علامات ودلالات على الحوادث.
والظاهر أنّ هذا الاعتقاد لم يكن كفراً كما صرّح به العلّامة الأنصاري رحمهالله أيضاً ، وقبله شيخنا البهائي ؛ إذ لا مانع ولا حرج فيه ، بل الظاهر من العلّامة رحمهالله خروجه من مورد طعن العلماء على المنجّمين. ففي البحار نقلاً عن شرح فصّ الياقوت للعلّامة والمتن للشيخ إبراهيم بن نوبخت ، أنّه قال : (اختلف قول المنجِّمين على قولين : أحدهما قول من يقول : إنها حيّة مختارة. الثاني : قول من يقول : إنها موجبة. والقولان باطلان). انتهى (١).
وهذه العبارة ظاهرة بأن مورد الطعن على المنجّمين منحصر في فريقين كلاهما قائلان بكون النجوم فاعلة ، غاية ما هناك أنّ أحدهما يقول : بكونها فاعلة مختارة ، والآخر يقول : بكونها فاعلة موجبة. وعلى هذا فيخرج القائل بكونها علامات عن زمرة المنجِّمين.
هذا تمام الكلام فيما يتعلّق بفقه المسألة ، والله الموفّق للصواب.
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٥ : ٢٨١.