وأمّا الأرضون فقال قوم : إنّها سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض كالسماوات ؛ لأنها لو كانت مصمتة لكانت أرض واحدة ، وفي كلّ أرض خلقٌ خلقهم الله كما شاء.
وروى أبو صالح عن ابن عبَّاس : «إنّها سبع أرضين ليست بعضها فوق بعض ، تفرق بينهنّ البحار وتضلّ جميعهن السماء ، والله سبحانه أعلم بصحَّة ما استأثر بعلمه ، واشتبه على خلقه») (١).
الأمر الثاني : لا ريب في حقّية علم الهيئة أعني ما يتعلق الكلام فيه بالأجرام من الكواكب والأفلاك ، وكيفية أجسامها وكمِّيتها ، وترتيب علو بعضها على بعض ، وسرعة حركاتها وبطئها ، وسائر كيفياتها وأوضاعها ، ومحالّ الكواكب ، وتشخُّص حالاتها المختلفة بالاعتبارات المختلفة من المقارنة والتربيع ، والتثليث ، والمقابلة ، والهبوط ، والصعود إلى غير ذلك ممَّا هو من قبيل تشخيص حالاتها وكيفياتها وأوضاعها ، وهو المسمّى بعلم الكلّ في اصطلاحهم ، وربّما يسمّى بعلم الهيئة.
ولا مجال لإنكاره ودعوى عدم حقيّته بالمرَّة ؛ فإنّه راجح تعلّمه ومحتاج إليه في كثير من المسائل الشرعيّة ، كالوقت والقبلة والقمر في العقرب والنيروز ـ بمعنى تحويل الشمس إلى برج الحمل ـ وحقيّته في البعض مستلزم لحقيّة أغلبها ضرورة.
إنّ حقيّة تحويل الشمس في ساعة كذا إلى برج الحمل مستلزم لحقيّة ترتيب البروج ، وسير الشمس فيها إلى حركة التوالي ، وتعيين مقدار حركة
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٥٠.