أقول : سمّاها سورة القلم بمناسبة ذكر القلم فيها ، وقد يعبّر عنها بسورة العلق ، كما في مجمع البيان أيضاً ؛ بمناسبة ذكر العلق فيها (٢) ، وقد يقال لها سورة اقرأ أيضاً بتلك المناسبة ، كما في تفسير الجلالين (٣) وعلى كلّ حال ، فأكثر المفسرين على أنّها أوّل ما نزل من القرآن ، وأوّل يوم نزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو قائم على حراء ، أعلمه خمس آيات من أوّل هذه السورة (٤).
وقيل : أوّل ما نزل من القرآن ، قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (٥).
وقيل : أوّل سورة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فاتحة الكتاب (٦).
قال شيخنا البهائي رحمهالله في (تفسير العروة الوثقى) في وجه تسمية الحمد بسورة الفاتحة : (إمّا لكونها أوّل السورة نزولاً ، كما عليه الجمّ الغفير من المفسرين. أو لما نُقل من كونها مفتتح الكتاب المثبت في اللَّوح المحفوظ. أو مفتتح القرآن المنزل جملة واحدة إلى سماء الدنيا. أو لتصدير المصاحف بها على ما استقر عليه ترتيب السور القرآنية ، وإن كان باختلاف الترتيب النزولي. أو لافتتاح ما يُقرأ في الصلاة من القرآن.
فهذه وجوه خمسة لتسميتها بفاتحة الكتاب ، وربّما يُخدش الرابع منها بتقديم تلك التسمية على هذا الترتيب ؛ لوقوعها في الحديث النبوي ، ووقوعه بعد عصر
__________________
(١) معالم الدين : ٨.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٣٩٦.
(٣) تفسير الجلالين : ٣٧٤.
(٤) جامع البيان ٣٠ : ٣١٧ ح ٢٩١٥١ وما بعده.
(٥) صحيح البخاري ٦ : ٧٤ ، مسند أحمد ٣ : ٣٠٦ ، وغيرهما.
(٦) بحار الأنوار ١٨ : ١٧٤.