البصريّ : لّما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تدعوها فإنّ لكم فيها أجرا (١). فلولا أنّ الآيات نزلت في فتح مكّة ولكنّ رسول الله ولّى السّقاية عمّه عبّاسا وأولاده بعد الفتح ، ورآهم (٢) يوم الفتح وقال : انزحوا ولو لا أن يزاحمكم النّاس لنزحت معكم (٣) ، وأذن في البيتوتة بمكّة لأجل السّقاية ليالي منى ، فصار عبّاس جامعا بين السّقاية وبين الهجرة والجهاد ، وفاز بكلتي الفضيلتين ، ثمّ نال فضيلة الاستسقاء على منبر رسول الله في أيّام عمر ، مع ما خصّه الله تعالى من عمومة نبيّه صلىاللهعليهوسلم وولاية مواليه وذرّيّته وأبوّة خلفائه من غير منازع ولا مدافع ، فلله الحمد.
٢٠ ـ (أَعْظَمُ دَرَجَةً) : شرفا ، أو ثواب الدّنيا ليصحّ التّفضيل على الكفّار ، وإن حمل على درجات الآخرة كان التّفضيل على سبيل التّوسع (٤) والمجاز.
٢١ ـ (نَعِيمٌ) : رفع لقوله : (لَهُمْ) ، فيحسن (٥) الوقوف على (جنّات). ويجوز أن يكون متعلّقا ب (جنّات) ، فيوقف على (لهم).
٢٣ ـ (اسْتَحَبُّوا) : اختاروا وارتضوا (٦).
٢٤ ـ (وَعَشِيرَتُكُمْ) : قرابتكم (٧).
(كَسادَها) : أراد ضدّ الرّواج.
(بِأَمْرِهِ) : بفتح مكّة ، عن مجاهد (٨). ويحتمل أنّها نزلت بعد فتح مكّة ، والأمر الموعود فتح تبوك ، أو تخريب مسجد ضرار ، أو صدّ المشركين عن المسجد الحرام ، أو الموت الذي لا بدّ منه.
٢٥ ـ (لَقَدْ نَصَرَكُمُ [اللهُ] (٩)) : لمّا فرغ رسول الله من فتح مكّة وكسر الأصنام ورجع إليه خالد وسائر السّرايا قصد إلى حنين ، وحنين واد بين مكّة والطّائف ، فقصد إلى حنين يغزو العرب [الذين](١٠) كانوا تجمّعوا لقتاله ، ثلاثين ألفا (١١) من هوازن وثقيف وهلال وجشم
__________________
(١) ينظر : تفسير القرآن ٢ / ٢٦٩ ، وتفسير الطبري ١٠ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، والتفسير الكبير ١٦ / ١١.
(٢) في ب : وأولاده ، وبعدها : (يوم الفتح) ساقطة منها.
(٣) ساقطة من ب.
(٤) في ب : التوسيع.
(٥) في ب : ويحسن ، وبعدها في ع وب : الوقف ، بدل (الوقوف).
(٦) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ١٢٦ ، والوجيز ١ / ٤٥٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٧٧.
(٧) ساقطة من ك وب. وينظر : مجمع البيان ٥ / ٣٠ ، وزاد المسير ٣ / ٢٨١.
(٨) ينظر : تفسيره ١ / ٢٧٥.
(٩) من ك وب. وينظر في قصة غزوة حنين : تفسير البغوي ٢ / ٢٧٧ ـ ٢٨٠ ، والقرطبي ٨ / ٩٦ ـ ١٠٠.
(١٠) يقتضيها السياق.
(١١) في الأصل وك وب : ألف.