٤٦ ـ (وَلا تَنازَعُوا) : في القتال ، وهو أن يخالفوا الإمام عند (١) التّعبئة فيتقدّموا ويتأخّروا بغير إذنه ، وأن يتزاحموا أو يتجادلوا فيتخاذلوا (٢).
(رِيحُكُمْ) : «ريح النّصر» (٣) ، قال (٤) صلىاللهعليهوسلم : (نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور) (٥).
وقيل : الرّيح (٦) تزايد الأنفاس في الصّدر عند الغضب بطول الاهتمام ، واحتباسها قليلا في الصّدر (٧) ، وذلك يزيد في قوّة الأعضاء ، فإذا تنازعوا استوفوها في جهة التّنازع ولم يبق للمطاعنة والمسايفة منها شيء.
٤٧ ـ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً) : قيل : إنّ قريشا لمّا بلغهم سلامة العير [قال](٨) بعضهم : ارجعوا فقد كفيتم ، وقال أبو جهل وأمثاله : بل (٩) ننتهي إلى بدر فنطعم الطّعام ونسقي الخمور وتعزف على رؤوسنا القينات لنفتخر به إلى آخر الأبد ، فقلب الله عليهم أحوالهم (١٠) وأطعم لحومهم (١١) السّباع والنّسور والدّيدان ، وسقاهم مكان كؤوس الخمور كؤوس المنايا وناحت عليهم النّوائح مكان القينات وأبدلهم من الفخر الخزي والعار وعذاب النّار إلى أبد الآباد. ونهى المؤمنين أن يكونوا أمثالهم في البطر والرّياء ؛ لأنّ البطر هو الطّغيان يحمل النّفس على تمنّي المحال والقصد لما لا ينال حتى تقتحم الخسران والوبال ، ورياء النّاس (١٢) يحمل النّفس (١٣) على ترك ما يعنيها من الأصلح الأوفق الأوجب والاشتغال بما لا يعنيها (١٤).
٤٨ ـ (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ) : قيل : أراد سراقة بن مالك بن جعشم ، كانت قريش
__________________
(١) ساقطة من ع ، وبعدها في ب : الفتنة ، بدل (التعبئة).
(٢) ساقطة من ب.
(٣) التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٣٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٥٣.
(٤) في ب : وقال.
(٥) صحيح البخاري ١ / ٣٥٠ ، ومسلم ٢ / ٦١٧ ، وابن حبان ١٤ / ٣٣١.
(٦) في ب : ريح.
(٧) بعدها في ب : بطول الاهتمام ، وهي مقحمة.
(٨) من ع وب.
(٩) ساقطة من ع.
(١٠) في ع : أموالهم.
(١١) في ب : وأطعمهم لحوض ، بدل (وأطعم لحومهم).
(١٢) في ب : النفس ، وهو سهو.
(١٣) بعدها في ب : عليها ، وهي مقحمة.
(١٤) (من الأصلح ... لا يعنيها) ساقطة من ب. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٥٤ ، والكشاف ٢ / ٢٢٧ ، وزاد المسير ٣ / ٢٤٩.