عذاب ازدادوا جراءة واتهام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان المؤمنون تعجّبوا بتأخير العذاب بعد دعائهم هذا فبيّن الله تعالى وجه تأخير العذاب عنهم فإنّ الله تعالى لم يعذّب قوما قطّ حتى خرج نبيّهم من بينهم ، كانت هذه سنّته في الأمم الخالية (١).
(وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) : فهم الذين سبق علم الله فيهم أنّهم سيؤمنون ويستغفرون ، هكذا عن ابن عبّاس في بعض الرّوايات (٢). وقال قتادة والسدّي وابن زيد : إنّه على وجه التّرغيب لهم في الإيمان والاستغفار (٣).
٣٤ ـ (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) : الآية في إثبات العذاب وتحقيق نزوله بهم عند ارتفاع المعنيين.
(ما لهم) : أي : أيش لهم من الحجّة والعذر ، (أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ (٤) [اللهُ] (٥)): أن لا يعذّبهم بالاستئصال لتلك الحجّة أو لذلك العذر ، فأخبر (٦) عن موجب العذاب فقال (٧) : (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) ، أي : يصدّون المؤمنين عن الحجّ والعمرة غضبا (٨) من غير أن يكون إليهم (٩) ولاية المسجد الحرام عند الله تعالى وفي حكمه.
ثمّ أخبر عن أولياء المسجد (١٠) الحرام فقال : ما أولياؤه (إِلَّا الْمُتَّقُونَ)(١١).
٣٥ ـ (مُكاءً) : صفيرا (١٢) ، (وَتَصْدِيَةً) : تصفيقا وتوليد الصّدى (١٣) ، والصّدى هو الصّوت المنعكس (١٤). كانت قريش تصفّر وتصفّق وتعتقد أنّها صلاة ودعاء (١٥) ، وذلك من
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، وزاد المسير ٣ / ٢٣٧.
(٢) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٣١٣ ، والبغوي ٢ / ٢٤٦ ، والتفسير الكبير ١٥ / ١٥٨.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٦١ ، وزاد المسير ٣ / ٢٣٨.
(٤) (أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ) ليس في ك.
(٥) من ب.
(٦) النسخ الثلاث : فما خبر.
(٧) ساقطة من ك.
(٨) في ك : غصبا ، وفي ع : عضيا.
(٩) في ك : لهم.
(١٠) ليس في ب.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٣١٥ ، وزاد المسير ٣ / ٢٣٩.
(١٢) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٧٩ ، والعمدة في غريب القرآن ١٤٣.
(١٣) في ك : الصوى ، وفي ع : الصرى ، وبعدها في ع : والصد ، بدل (والصدى). وينظر : اللغات في القرآن ٢٧ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٧٩.
(١٤) ينظر : لسان العرب ١٤ / ٤٥٤ (صدي).
(١٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١١٧ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٦٣.