(فَلا تَأْسَ) : فلا تحزن (١).
وإنّما سمّاهم (فاسقين) تصديقا لموسى عليهالسلام ، وليكون أبلغ في تسليته (٢).
٢٧ ـ (ابْنَيْ آدَمَ) : قابيل وهابيل (٣). قال وهب : إنّ آدم كان يولد له في كلّ بطن ذكر (٤) وأنثى ، وكان الرّجل منهم يتزوّج أيّة أخته شاء إلّا توأمته ، فأبى قابيل أن تتزوّج (٥) توأمته أخاه هابيل وقال : أنا أحقّ بها ، فغضب آدم وقال : اذهبا وتحاكما إلى الله بالقربان فأيّكما قبل قربانه فهو أحقّ بها ، فقرّبا القربان (٦) بمنى فنزلت نار فرفعت قربان هابيل ولم ترفع قربان قابيل ، فازداد قابيل غيظا وحسدا فاغتال هابيل فرضخ رأسه بحجر وهو نائم ، واحتمل توأمته وذهب بها إلى واد من أودية اليمن في شرقيّ عدن ، فكمن فيه.
ووجد آدم هابيل قتيلا وقد نشفت (٧) الأرض دمه فلعن الأرض ، فمن أجل لعنته عليهالسلام تنشف الأرض وأنبت الشّوك (٨).
وقيل : لمّا أراد آدم عليهالسلام أن يخرج إلى حجّ بيت الله تعالى استحفظ السّماء أهله فأبت ، واستحفظ الأرض فأبت ، واستحفظ الجبال فأبين ، وقبلهم قابيل على أمانة الله تعالى ، ثمّ خان (٩) الأمانة فاغتال هابيل. ورأى آدم عليهالسلام الشّجر قد اشتاكت والماء قد ملح والأرض قد تغيّرت عن بهجتها فأنكرها وأحسّ بشرّ ، فلمّا رجع إلى أهله لم يجد هابيل فعلم أنّه مقتول (١٠).
قال عمر لكعب : لأيّ (١١) ابني آدم نسل؟ قال : ليس لأحدهما نسل ، أمّا المقتول قد رد وأمّا القاتل فهلك نسله في الطّوفان ، فالنّاس من بني نوح ، ونوح من بني شيث ، وفي التّوراة أنّ شيث بدل من هابيل وخلف منه.
قيل : اسم توأمة قابيل إقليما ، واسم توأمة هابيل لبودا (١٢).
__________________
(١) ينظر : اللغات في القرآن ٢٣ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٣٠ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٢.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٧٣.
(٣) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٩٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٩٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٨.
(٤) في الأصل وك وب : ذكرا.
(٥) في ع : يتزوج ، وفي ب : يزوج.
(٦) في الأصل وع : القران.
(٧) في ع : نشقت.
(٨) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٧٠ ، والقرطبي ٦ / ١٣٩.
(٩) بعدها في الأصل وب : في ، وهي مقحمة. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧.
(١٠) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ١٣٩.
(١١) في ع : أي.
(١٢) في ب : أبودا ، وفي تفسير القرآن الكريم ٣ / ٦٢ : ليوذا. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٨ ، ومجمع البيان ٣ / ٣١٥.