له (١) والثّانية لقومه.
(كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) : أوجب الله لكم ملكها ميراثا من أبيكم إبراهيم (٢).
٢٢ ـ وقالوا بعد ما رجعت العيون إليهم وهم اثنا عشر نقيبا من اثني عشر سبطا بعثهم موسى عليهالسلام ليأتوه بأخبار (٣) الجبابرة وهم العمالقة ، وقيل : كانوا من ولد روم بن عيصو بن إسحق ، وأوصاهم ألّا يقولوا إذا رجعوا إلّا ما يزيدهم حرصا وإقداما ، فذهبوا وأقاموا بين (٤) الجبابرة أربعين يوما يتعرّفون مداخل الأمر ومخارجه ، فلقيهم رجل من العمالقة فجعلهم في كساه وذهب بهم إلى ملكهم فألقاهم بين يديه ، فتعجّب الملك منهم وحذّرهم وصرفهم إلى موسى عليهالسلام ، وزوّدهم شيئا من ثمارهم ، قيل : أحمل أربعة منهم عنقودا واحدا من العنب وأربعة منهم نصف رمان ، فلمّا حصلوا في معسكر بني إسرائيل خالفوا موسى عليهالسلام وذكروا من عظم أجسام القوم وشوكتهم (٥) ما هال بني إسرائيل إلّا رجلان يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا فإنّهما ذكرا كثرة النّعمة وشدّة خوف العدوّ وما فيهم من الفشل والجبن ، فتمكّن الخوف في قلوب بني إسرائيل بقول العشرة ، وخرجوا عن أمر موسى عليهالسلام وقالوا : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (٦)) : أقوياء عظام الأجسام ، وقد يكون الجبّار بمعنى العاتي وبمعنى القاهر (٧). قيل : إنّهم كفروا بذلك القول ، وقيل : لم يكفروا ؛ لأنّهم لم (٨) يمتنعوا عن الدّخول أصلا ولكن جادلوه على سبيل المشاورة كما جادل المؤمنون نبيّنا صلىاللهعليهوسلم حين أراد الخروج إلى بدر يدلّ عليه قوله (٩) : (فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها (١٠) فَإِنَّا داخِلُونَ).
٢٣ ـ (قالَ رَجُلانِ) : يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا (١١).
(يَخافُونَ) : أي : يخافون الله في مخالفة أمره ، مثل موسى وهارون عليهماالسلام (١٢).
__________________
(١) ساقطة من ب.
(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٥٥.
(٣) في ك : بخبر.
(٤) بعدها في ب : يدي ، وهي مقحمة.
(٥) في ع : وشاكتهم ، وهو تحريف.
(٦) في ب : جبار ، وهو خطأ. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٣٦ ـ ٢٣٩ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠.
(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٦٣.
(٨) ساقطة من ك ، وكذا قوله : (عن الدخول) الآتي.
(٩) ساقطة من ب.
(١٠) ليس في ك.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٣٩ ، ومجمع البيان ٣ / ٣١١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٠.
(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٨٦ ، والكشاف ١ / ٦٢٠ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٧.